الاثنين، 20 أبريل 2015

كتب اهل الكتاب (البحث كامل)


بسم الله الرحمن الرحيم
ألا وقول الزور..... ألا وشهادة الزور
(صدق رسول الله) 
كتب أهل الكتاب

مقدمة


ربما كان من أخطاء المسلمين بل ومن خطاياهم عدم معرفة كتب أهل الكتاب من أين جاءت وعما تتحدث. القضايا المعاصرة أبرزت هذا النقص في عوام الناس وفي المثقفين بل و في القائمين علي الدعوة مهما علت مناصبهم. لقد وضع الله المسلمين في بؤرة الصراع الفكري ولا مفر من العلم بالشيء حتى نبني مواقفنا عن علم يستوجب الاحترام ولا نغرق في هاوية الوهم والتشويش من الغير. ثم هل من المقبول أن بكون هناك كم هائل من المعرفة الجديدة المعاصرة المتاحة حول هذا الموضوع ولا يعلم عنه المسلمون شيئاً. لقد وجدت وصف كتب وأهل الكتاب في القرآن يتطابق مع ما يثبته العلم والباحثون في الغرب الآن عنهم. فهل يدرك المسلمون خطورة وتداعيات تغير النظرة القديمة على الحضارة اليهودية المسيحية.؟

دليل البحث
*تاريخ بدايات المسيحية
*تاريخ الكتابات المسيحية
*الأناجيل (كتب البشارة)
*الكتاب المقدس المسيحي
* علاقة العقيدة القبطية بالأرثوذكسية وتاريخ مصر
* قصص الكتاب المقدس والتفسير اللاهوتي القبطي لتاريخ مصر
* أهل الكتاب في القرن الواحد والعشرين
*جبهات الهجوم على الإسلام في عالم الانترنت
*ردود المسيحيين في الغرب على حقيقة أن الكتاب المقدس ألفه بشر
*المستقبل




تنويه
                   سلامة الدليل واجبه و الوهم من حقنا تبديده

جميع مصادر هذا البحث المختصر أجنبية وكل المعلومات مترجمة
منظور هذا البحث تاريخي بغرض معرفة حقائق مهمة
التفسير اللاهوتي لأحداث التاريخ هو شأن أصحاب الديانة ولا يلزم غيرهم بشيء
البحث غير موجه من مسلم لغير المسلم ولكن نقل لحقائق تستوجب التدبر
والمناقشة الفكرية بالحجة مفتوحة للجميع

د.محمد مصطفى جمال الدين الجباخنجي
 

تاريخ بدايات المسيحية


بعد غياب المسيح ظهرت عقائد مسيحية مختلفة في مناطق متعددة في الدولة الرومانية الوثنية, هذه المسيحيات ظلت سائدة في التجمعات المسيحية حتى بداية القرن الرابع الميلادي حينما تمكنت واحدة منها وهي ألأرثوذكسية من أن تسودها وتحجبها جميعا ولذا سميت بالمسيحيات المفقودة ولابد أن نوضح أن كل هذه المسيحيات بما فيها ألأرثوذكسية كانت أقليات محلية في محيط وثني هائل تتعرض فيه للاضطهاد.


1-    اليهود - المسيحيين ( إبيانيتس = Ebionites)(المساكين أو الفقراء)

(ظهرت مباشرة بعد عهد المسيح في فلسطين) وجاءت تسميتهم أما لأن زعميهم كان يسمى أبيان أو لأن الكلمة تعني بالعبرية القديمة (ebyon = Poor the) الفقراء أو المساكين وكانوا أول الطوائف المسيحية وأقربها لعهد المسيح, وكان لهم إنجبل يسمى إنجيل الناصريين(Gospel of the Nazoraeans) وإنجيل الإبيانيتس (Gospel of the Ebionites).وكانوا على النقيض من غيرهم من اليهود يؤمنون بأن يسوع هو المسيح المخلص ويعتبرونه بشر تبناه الله الواحد, ورسالته كانت لإصلاح اليهودية وظلوا متبعين قانون التوراة, وكان مسموح لغير اليهود بالدخول في الطائفة بشرط أن يختنوا ويتبعوا تعاليم التوراة. كتبهم اختفت وكانت بالآرامية. وكانوا يعتبرون القديس بولس رأس الخارجيين عن النصرانية. (بولس الذي فرض رؤيته الحالية عن المسيحية). ولم تترك هذه الطائفة أثراً خاص بها والمعرف عنهم جاء من كتابات أعدائهم من الأرثوذكس, أيرونيس (180 م) بطريرك ليون (جول = فرنسا) و إبيثـنيس بطريرك مدينة سلامس بقبرص (340 م) المتخصصان في ألكتابه عن الهرطقة (الخروج عن الأرثوذكسية). ويقول الباحثون أنها مفارقة تدعوا للسخرية أن تعتبر أقرب الطوائف عهداً بالمسيح طائفة خارجة عن المسيحية.

    2- المرسيانيتس (المسيحيون الذين رفضوا أن يكونوا يهودا) (150 م)

جاءت تسميتهم تبعاً لزعيمهم مارسيان أو مارقيان الذي كان يعتبر أن إله اليهود بصفاته القاسية لا يمكن أن يكون هو إله المسيحية وأعتبر الذي خلق العالم الشرير هو إله اليهود أما إله المسيحية فهو الطيب المتسامح وكان يعتبر المسيح إله وليس بشر. وكان لهم مقرر من الكتب,يشمل أنجبل لوقا (85م) المعدل (بعد أن محي منه كل إشارة لليهود) ورسائل بولس الرسول(50م). وكانت هذه العقيدة السائدة في أسيا الوسطى أي تركيا وشمال الشام في القرون 2و3م. واعتبرت طائفة هرطقة. ومصادر المعرفة عنها تيرتلولين بطريرك قرطاج بتونس الذي كتب الكثير عن المرسيانيتس, وأيرونيس (180 م) بطريرك ليون (جول = فرنسا) وأيضاً, إبيثنيس بطريرك مدينة سلامس بقبرص (340 م) .



    3- الغنوسية : جاءت تسميتها من كلمة (gnosis) اليونانية بمعنى (المعرفة) وهم طوائف متعددة يؤمنون بأن المسيح لقنهم أسرار (معرفة سرية) فيها الخلاص وكان منهم من يؤمن بأن المسيح ليس إلا روح (شبح) ومنهم من أعتقد أن جسد المسيح كان سجناً له أراد التحرر منه ومنهم من عدد الألهة. اكتشفت أناجيلهم حديثاً (1945) في نجع حمادي, وهي مكتوبة باللغة القبطية. كانت الغنوسية السائدة في مصر(القرون 2و3م). وكتب عنها أيرونيس (180 م) بطريرك ليون (جول = فرنسا) الذي أسهب في توصيفهم ودحض أقوالهم وأيضاً تيرتلولين بطريرك قرطاج بتونس(200 م).وهيبوليتس الروماني(200م). المعروف أن ألأقباط  يرفضون بكل شدة أن يعرف أحد بالغنوسية لأن هذا ربما يقدح في تصويرهم بأنهم يمثلون تاريخ المسيحية في مصر وهذا ما سوف نوضحه.

ما سبق ذكره باختصار شديد من العقائد المسيحية لم يعد معروفاً ولا ممارساً منذ القرن الرابع تقريبا. لذا سميت بالمسيحيات المفقودة, وأهميتها في أنها حقائق تاريخية تعكس صدق واقع يدل على أن المسيحية لم تكن من البداية بالصورة المعروفة حالياً. أغلب ما عرف عن هذه الطوائف جاء من كتب كتبها أباء الكنيسة الأرثوذكس, الذين كانوا ينافسون هذه الطوائف. ويعني أن هذه الكتابات ربما لا تخلوا من تشويه لهذه العقائد, ولكن في نفس الوقت تثبت تواجدها, وساعدت دون قصد على التعرف وتحديد هوية أناجيل اكتشفت حديثاً وتخص هذه الطوائف المفقودة, وربما يكتشف المزيد في المستقبل. 

  
تعريف هام
 الأرثوذكس 
(Orthodox)  
كلمة يونانية تعني ألإيمان أو المعتقد الصحيح أو المستقيم.... بدون تحديدا, بمعنى أنها صفة دون تحديد ما هو هذا المعتقد. كلمة أرثوذكس أصبحت البوم تستخدم للإشارة إلي الطائفة المسيحية التي اعتبرت عقيدتها الأيمان الصحيح  ومن ثم اعتبرت المعتقدات المسيحية الأخرى هرطقة (باليونانية heresy)  وتعني ألمٌبتدَعة او الخارجة عنها. الأرثوذكسية عقيدة كبرى لها تاريخ من بداية المسيحية في مصر وغيرها 
   وهي لا تعني تلقائياً العقيدة القبطية




4-  مهد – الأرثوذكس (  orthodox- (proto

وهي مجموع الناس الذين لم يتبعوا المسيحيات السابقة وقد كانوا مجموعات متناثرة في مناطق عديدة سوف تتبلور معتقداتها في المستقبل لتصبح الطائفة المسيحية السائدة (الأرثوذكسية). التي قويت تدريجياً ربما لأنها جمعت ما بين المتناقضات التي وجدت في المسيحيات المفقودة أو لأنها كانت الاتجاه المسيحي الغالب  في روما, حيث الأساليب الحضارية والخبرة الإدارية والسياسية التي مكنت أباء الكنيسة من فرض رؤيتهم بحرفية لم تتوفر لغيرهم. وبنهاية القرن الثالث كان لها حضور ملحوظ في ثلاثة مراكز رئيسيه في أنطاكيا وروما والإسكندرية (عاصمة مصر وقتها), وفي 312 م أصبحت المسيحية بالمفهوم الأرثوذكسي دين الإمبراطورية الرومانية. وبإقامة مركز كنسي رئيسي في القسطنطينية العاصمة ومركز في أورشليم, أصبح هناك خمسة مراكز كنسية بصلاحيات إدارية تدار بها الإمبراطورية البيزنطية التي توحد فيها الدين مع الدولة كلاهما يتأثر بالأخر قوة وضعفاً.  وفي النهاية أدى أللاختلاف في العقيدة والمطامح السياسية إلى انقسام  ألإمبراطورية وبالضرورة كنائسها. وبعد الفتوحات الإسلامية أصبح هناك مركزان رئيسيان للأرثوذكس واحد في القسطنطينية والأخر في روما وفقدت الإمبراطورية الرومانية ( لب المسيحية) المتمثل في الإسكندرية وأنطاكيا وأورشليم. الأرثوذكسية هي المسيحية التي انشق عنها الأقباط والكاثوليك والبروتستانت ولكنها باقية في اليونان وشرق أوربا والاتحاد السوفيتي السابق. الأرثوذكسية وملامحها كعقيدة سيأتي في السياق. المهم أن نعرف ان الأرثوذكسية من البداية هي التي حددت الشكل العام للمسيحية التي تمارس حالياً من بداية القرن الرابع.

                                                                 


تاريخ الكتابات المسيحية


بعد عهد المسيح تواجد العديد من الكتابات المسيحية المتناثرة في أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وعلى مدى قرون كان الاتجاه الأرثوذكسي يزداد قوة وتنظيماً وخاصة في روما عاصمة الدولة الرومانية وكان الاتجاه الأرثوذكسي يقوم في نفس الوقت بإحباط وإزاحة المسيحيات الأخرى (المسيحيات المفقودة التي ذكرتها من قبل) وظلت المسيحية عامه وأتباعها, قلة مضطهدة. حتى تغير ذلك عام 312 عندما أعتنق قنسطنطين إمبراطور الرومان الديانة المسيحية الأرثوذكسية لحضورها القوي في روما فتوفر لها دعم جاهز من الدولة وسلطانها وهيبتها وحد سيفها. وبدأ الخلاف يظهر بين المفاهيم الغير مستقرة والغامضة في العقيدة. أول خلاف كان على طبيعة المسيح, وأشتعل في الإسكندرية بين أريوس الراهب الذي كان يؤمن بأن المسيح بشر مخلوق لله وليس إله وكان له أتباع كثيرون المعرفين بالأريسيين وبين منافسه اثينيثيس بطريك الإسكندرية المتمسك بأن المسيح إله وبشر. وبدأ قنسطنطين كرجل دولة حكيم بمطالبة رؤساء الكنائس في الإمبراطورية بالاتفاق على شيء واحد (أي شيء أو أي شكل بشرط أن يكون واحداً ) وعقد لهذا المؤتمر الكنسي المعروف بمجمع نيقيه. (325م) وتقرر بأغلبية الأصوات إن المسيح إله وبشر وبذلك تغلب أثينيسيس بطريرك الإسكندرية على أريوس الراهب*. ثم فوض قنسطنطين مؤرخ تاريخ الكنيسة يوسيبيس بطريرك مدينة قيصرية بفلسطين في أخراج خمسين كتاباً مقدساً فاخراً من الرقائق الجلدية ليضعها في الكنائس الكبرى التي بدء في تشيدها, وخاصة في القسطنطينية العاصمة الجديدة للدولة. وبدأت أول محاولة لعمل كتاب مقدس يشمل الكتابات الأكثر تداولاً والتي يرى رؤساء الكنائس أنها مقبولة من وجهة نظر الأرثوذكسية - المتحكمة في ذاك الوقت - واتفقوا على مقرر (قائمة) من الكتب مجموعها حوالي (18) شاملة أربعة أناجيل, ولكنها زادت وعدلت وبدلت فيما بعد. ولابد أن نعرف أن قنسطنطين كان مدفوعاً بعبقريته السياسية في توحيد الإمبراطورية تحت دين واحد له كتاب متفق عليه فضغط على زعماء الكنائس المتناحرة لأجل هذا. ولم يٌعرف عنه أنه كان يطرح رؤية معينة في المسيحية فقد كان هدفه النهائي ألا يكون هناك خلاف يمزق وحدة الإمبراطورية ووكل بهذا أهل الاختصاص. أختار قنسطنطين لنفسه ومن يحكمهم دين يشير إلى الله وبذلك حول الإمبراطورية عن الوثنية ولم يكن أمامه اختيار بديل فاليهود لهم ديانة عرقية خاصة تقتصر عليهم. ومن الإنصاف أن نعتبر أن قنسطنطين ومن أتبع المسيحية قبل الإسلام حسابهم جميعاً عند ربهم كل حسب نيته. فإذا أدركنا جرم حاصل, فيكون علي من أدعى بالباطل وتقول على الخالق وعلى عيسى عليه السلام, وكتب الكتاب وقال أنه من عند الرب وفتن الناس عن رسالة سيدنا عيسي الحقيقية وشوه حقيقة الإلوهية وحرم أجيال من نعمة الهداية.

 كل نسخ الكتاب المقدس الأصلية الفاخرة التي كتبت في عهد قنسطنطين ضاعت ومعها مقرر الكتب التي شملتها ولكن أقدم نسخ من القرن الرابع التي تماثل هذا الكتاب المقدس هي كوديكس فاتيكانس المحفوظ في الفاتيكان و كوديكس ساينيتكس الذي عثر عليه في القرن التاسع عشر باحث المخطوطات الألماني قنسطنطين فون تكسندورف في دير سانت كاترين بسيناء. وقامت باقتنائه روسيا القيصرية, وباعته الحكومة السوفيتية عام 1933للمتحف البريطاني بمائة ألف جنيه إسترليني. كوديكس فاتيكانس و ساينيتكس كلاهما مختلف عن الأخر وعن الكتاب المقدس المعروف حالياً من حيث عدد الكتب وموضوعاتها. لكن أهم ما يميز كوديكس ساينيتكس أنه يحتوي على كتاب(رسائل) "الرسول برنابا* (100~135م) ويقول الباحثون الغربيون عنه أنه كان سيغير وجه الحضارة الغربية لو وجد طريقه إلي الكنيسة بسبب نقده الشديد لليهودية... والله أعلم. ويحتوي أيضا على كتاب الراعي لكاتبه هيرمس وهما من الكتب المسيحية الكثيرة التي حجبت عن الناس في سبيل ترسيخ الاتجاه الأرثوذكسي ليبدوا وكأن المسيحية نبعت من مصدر واحد, وهذا هو كتابها المقدس المنزل من الرب.




*بالنسبة لقضية إنجيل برنابا وما يشاع عنه بين المسلمين
أحذر من محاولات البحث في نصوص كتب أهل الكتب والاستدلال بما فيها على صحة شيء يخص العقيدة الإسلامية أو أن نبحث فيها عن نبؤه بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام  فهي مصادر مهما كانت لم تثبت صحتها وبناء علية ما ينبني علي ما فيها عرضة لنفس التهمة. ثقتنا في ديننا مبنية على براهينه الذاتية المستقلة وليس في حاجة لشهادة أو دليل نستخرجه من كومة .. قش.. (هذا بكل أدب ممكن في التعبير). وليس هناك شك في أن أغلب الحق في تلك الكتب قد محي منذ زمن. البابا شنودة الثالث كتب عدة مقالات عن أنجيل برنابا منتشرة بكثرة في المواقع القبطية ويقول فيها بإيجاز "أنه كتاب مزيف كٌتِبَ في القرن الثامن عشر وأن صديق بابا روما سرقه منه وهو نائم وقام بنشره, ويقول أيضاً أن اسم برنابا لم يذكر في القرآن الكريم ولكن ذكر إنجيل عيسى مما يدل على تزوير هذا الإنجيل "....المؤكد أن تاريخ كتابة كتاب برنابا 100- 135م وكوديكس ساينيتكس 400م وهو ما ذكرته أنفاً ويمكن مراجعته من دوائر المعارف المحترمة... القرآن أيضاً لم يذكر أناجيل بسم مَـتـّى مرقس ولوقا ويوحنا فما حكمها عند البابا...؟



الأناجيل = Gospels

توضيح:

إنجيل = (  (The good news) = ( Gospel= كتاب البشارة

الإنجيل له تعريف في القران فهو كتاب واحد فقط  منزل على عيسى أبن مريم المسيح عليه السلام وبلغته ولغة قومه (الآرامية ). لم يخبرنا القرآن بما في الإنجيل تحديداً ولكن المفهوم أنه يتطابق مع دين الله ومنهجه الذي ارتضاه لعبادة منذ خلق أدم. لذا أتمنى عدم استخدام المسلمين كلمة الإنجيل للإشارة إلي كتب البشارة المسيحية المقدسة دون تنويه في أنها كتب سيرة وبشارة الخلاص بالصليب ومعنية بهذا وحتى لا يستغل أحد ذكر القرآن للإنجيل وكأن القرآن يقر ويشير إلي الموجود الآن من الكتب المسيحية المقدسة على إنها أناجيل منزلة تنسب لسيدنا عيسى وهي ليست كذلك.

الإنجيل المنزل ينقطع بصفته ومحتواه ولغته ورسالته عن هذه الكتابات المسيحية والتي لا يمكن أيضاً اعتبارها كتباً محرفة عن الإنجيل الذي ذكره الله في كتابه لأنها ذات موضوع مختلف تماماً. فهل يصح على سبيل التوضيح اعتبار كتب السيرة أو عبقرية محمد للعقاد كتب مقدسة لكونها تتحدث عن الرسول علية الصلاة والسلام في سيرته وأقواله وأعماله. الإسلام دين بني على قرآن يخاطب الله فيه رسوله والناس مباشرة. وفيه الأوامر والنواهي المباشرة الواضحة وفيه أخبار السابقين ورسلهم. القرآن كتاب واحد متكامل مستقيم الصراط و تصل معانيه في أقل عدد ممكن من الكلمات العزيزة (20% من عدد كلمات العهد الجديد). أما كتب البشارة (المترجمة بالأناجيل) كتب للسيرة وتتحدث عن سيرة وأقوال المسيح فقط وليس فيها أحكام وتشريع وجاءت بعد ما حدد القديس بولس صورة ومهمة المسيح ــ دون سند ــ وقرر من تلقاء نفسه أو إنه تصور أن المسيح صلب ومات وقام ليخلص الناس من خطيئة أدم وفي ذلك بشرى يفرح لها الناس. وعٌرفَ هذا من رسائله التي كان يرسلها للتجمعات المسيحية الوليدة بعد عهد المسيح بعشرين عام على الأقل (50 م) من قبل ظهور أي كتابة يقال عنها أناجيل. الكلام عند بولس كان عن صلب وقيامة المسيح. في تصوره وتصويره يعنيان شيء عظيم وأختصر المعنى في الخلاص من الخطيئة الأولى لأدم, المدهش أن هذه الخطيئة لم يذكرها يسوع ولم تناقش في الأناجيل ولم تذكر في باقي الكتابات المسيحية ولكنها أخذت من سفر التكوين في التوراة. والعجيب أن هذا ما دارت الديانة حوله وأصبح لب الإيمان المسيحي. لم يذكر بولس ولا غيره ممن كتبوا البشارة بعد بولس أن المسيح ترك كتاباً منزلاً من الرب أسمه إنجيل. ربما لأنه يريد مبادرة خاصة منقطعة عن أصول وربما تتعارض مع تصوراته الخاصة فالإله أبن الرب ليس كالرسل يحتاج لكتاب منزل ومنهج.. لقد جاء بالخلاص... وخلاص... كما أن تبشير بولس كان من منطلق أن المسيح سيعود قريباً جداً جداً في زمن لا يتعدى عمر بولس أو المعاصرين له  ليرفع المسيح من يؤمن به كمخلص إلى مملكة السماء وما علي المؤمنين إلا تهيئة أنفسهم لهذا. هناك عجلة  فالوقت يداهم البشر ولم يكن هناك حاجة  لكتاب ومنهج والحياة لن تطول. هذه هي المسيحية كلها في عرف بولس لم يقصد أبعد من هذا. ونجح في نشر هذا الفكر لدرجة أن أهل تسالونيكي بعثوا برسالة يستفتوه في حكم رجل منهم مات والمسيح لم يعود بعد ..فهل يفوت الميت ملكوت الرب..؟ وكنيسة أخرى أرسل لها بولس رسالة لينهاهم عن هجر الحقول والأعمال انتظارا للمخلص ولكن لا بأس من بيع الممتلكات وتوزيعها فيما بينهم. ويبدو انه كان من السهل التأثير على جماعات ذات خلفيات دينية وأساطير وثنية لم تجد غرابة فيما قدمه بولس لها.  وبعد أن أشاع بولس مفهوم الخلاص بعشرة سنوات على الأقل إي في ستينات القرن الأول ظهر أول كتاب عن سيرة المسيح وكان حسب رواية البشير مرقس وتتابع ظهور كتب سيرة المسيح وسميت وترجمت في العربية على أنها أناجيل وهي عملياً كتب للسيرة كتبت في أماكن بعيدة عن مهد المسيح وفي زمن غير زمنه- وفي أحسن ألأحوال- استنادا لروايات متواترة شفوية. كما أن كتب البشارة كتبت كلها باليونانية لغة العصر ولغة الكتاب والمؤلفين ولغة الثقافة اليونانية يعنى نابعة من بيئة مختلفة فيها الفلسفة وخيال الكتاب وحرفة الكتابة والتأليف وهذا غير البيئة المحلية للمسيح التي تتحدث بالآرامية ولم يكن من أتباعه إلا اليهود البسطاء المقهورين الأميين. واستمرت الكتابة لأزمنة امتدت لما بعد القرن الأول الميلادي وأي إنجيل(كتاب البشارة) مكتوب بأي لغة على الإطلاق بما فيها السريانية أو القبطية إنما ترجم عن اليونانية ولم تعتمد على مرجعية بالآرامية تركها المسيح عليه السلام, ولا من أتباعه المعاصرين له. الشاهد أيضاً أنها لم تكن أربعة كتب للبشارة فقط بل عشرات وكلها سميت كتب بشارة  (أناجيل = Gospels) كل واحد منها يتحدث عن تصور..ما... لما حدث للمسيح وتصاغ الأقوال والأحداث لتبرز هذا التصور. ومن المنطقي أن تتعدد التصورات فكان هذا الكم من الكتابات التي لم تفلح - على الأقل - في تعريف مقبول من جمعهم عن من هو المسيح وما هي طبيعته, ولم يتوقف الاختلاف في اللاهوت المسيحي ولم تتوحد المذاهب الكنسية على عقيدة وطقوس واحدة لسبب وجيه فالسيد المسيح لم يذكر أحد عن لسانه ما هي منزلته من الرب ولا ما هي منزلة أمه السيدة مريم ولا من هم القديسون ولا ما هو سلطان البابا على عباد الرب بل لم ينقل عنه كيف ومتى وأين وإلى من يصلي الناس. وما قدسية شكل الصليب...الخ. المعتقد نسج حول شخص المسيح وليس عن بعثته ألتي يفهمها المسلمون على أنها كانت موجهة لليهود وعندما أعرضوا رفعه الله إليه وكان ذلك حكم الله وقدرة لم تكن بعثة عيسى أبن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هي دين جديد. النبي الرسول عيسى المسيح أبن مريم لم تستمر رسالته إلا أعوام قليلة كما يقرر أصحاب الديانة من سنة إلى ثلاثة سنوات ثم غاب. في هذا الوقت القصير لم تحسم الأمور فتصير ديناً جديداً يسمى النصرانية أو المسيحية تلك تسميات لدين وربما لديانات نسجت حول شخص كان له شهرة ومعجزات فتقت خيالات وأخذت معاني ربما جذابة في هذا العصر. ربما من هذا المنطلق كتب البشارة مؤلفات لها مجال في رواية السيرة وتعبر عن رؤية تخص أصحابها ومن يؤمنون بما جاء فيها. لذا الخطأ يبدوا لي في وصفها بأنها أناجيل بالمفهوم القرآني وعملياً لا يصح وصفها حتى بالأناجيل المحرفة لأنها كتب عن غير هذا المصدر فكيف يقاس عليه تحريفاً...؟ الله وحده يعلم بما جاء في الإنجيل وأعلم بمن أخفاه.


ونفهم مما سبق أن الكتاب المقدس المسيحي تم تجميع وانتقاء كتبه من العديد من الكتابات المسيحية أبتدأً من منتصف القرن الرابع الميلادي وهو لم يكن موجود ككتاب واحد من أيام المسيح عليه السلام.



وقد نقلت حرفياً هذا الإدعاء من موقع قبطي ووجدت ما بطابقه في موقع هام  وهو موقع دائرة معارف ( الويكيبيديا) باللغة العربية , وغيرهم كثير.

" القرآن نفسه يشهد بمصداقية الإنجيل وعدم تحريفه
 أن القرآن يشهد بمصداقية الإنجيل في أماكن كثيرة ( سورة 4: 47؛2 : 41 ، 91 ،0 2 :133 ، 29 :46).  وبناء على ذلك لا يستطيع المسلمون أن يقولوا أن المسيحيين أو اليهود قد حرفوا الإنجيل قبل مجيء الإسلام."....
أي إنجيل من الأربعة يقصد الكاتب (متى,مرقس,لوقا أم يوحنا )
 وإذا كان يقصد الكتاب المقدس كله فهذا ليس إنجيل لكنه كتاب واحد يحوي كتب وأسفار يهودية وأنــــاجــيـل..لذا كلمة الإنجيل المذكورة في القرآن تستخدم من الأقباط بالذات بطريقة تستغل تشابه الأسماء للإيحاء بوحدة المصدر وهناك فرق لابد من بيانه من جانبنا بين كتاب من الله وكتاب ألفه بشر وهذا الحقيقة لم تعد سر والبراهين  لا تحصي لذا يجب أن نشير لكتبهم بمسمى كتب البشارة التي تعبر عن محتواها وتلفت الانتباه لفرق المصدر.


تبجيلاً مني لما بينه القران فسوف أذكر دائماً بالفرق بين الإنجيل وكتب البشارة



الكتاب المقدس المسـيحي

The Holy Bible

الكتاب المقدس (The Holy Bible)  

أو الكتاب المقدس المسـيحي  (The Christian Bible)

هو كتاب أو مجلد واحد يشمل مقرر(CANON) أو قائمة الكتب المقدسة المسيحية




مقرر الكتاب المقدس المسيحي  The Christian CANON
الكتابات المسيحية
(1) العهد الجديد    NEW TESTAMENT
الكتابات اليهودية
(2) العهد القديم   OLD TESTAMENT
يضم 27 كتاب تشمل :
الأناجيل(كتب البشارة) والرسائل وسفر الرؤيا
يضم 39كتاب تشمل :
التوراة و أخبار الرسل و كتابات الحكمة



خطأ شائع
ترجمة  Bible(تنطق بيبل)  تعني  الكتاب المقدس
وليس الإنجيل (Gospel) وتنطق جوسبل
الكتاب المقدس المسيحي يحتوي على كتب منها الأناجيل




توضيح:

نظراً لأن الكتابات المسيحية المقدسة كلها تسجيل لسيرة المسيح وأعمال من قاموا بنشر المسيحية كبشارة سارة لخلاص الناس فــقــط. ولم يكن بها قصة الخلق وقصص الأنبياء وتاريخ السابقين. فكان لابد من الاستعانة بكتاب اليهود المقدس العبري (Hebrew Bible) وضمه لكتب المسيحية لتغطية هذا النقص. وسٌمي بالعهد القديم تفرقة له عن الكتابات المسيحية وللإيحاء بأن وظيفته قد انقطعت بظهور العهد الجديد. ,وممكن أن نفهم من ذلك أن المسيحية دين لم يتمكن من أن يستقل بذاته, كما أن المسيح عليه السلام لم يأتي بدين جديد متكامل بل كانت رسالته في الحقيقة هي إصلاح اليهودية. و يؤيد هذا ووجود طائفة ( الإبيانيتس)  المسيحيين – اليهود الأقرب عهداً بالمسيح من كل أشكال المسيحية كما ذكرت في البداية . والمتأمل يجد الجوهر واحد فيما يختص بالكتاب وأهله والمنهج ألذي تبنوه واحد وإن بدت في شكل يهودي أو مسيحي. القرآن يناديهم بسم ( يـأهـل الـكـتـاب) وسيتضح لنا أن كتبة الكتب المقدسة المسيحية  كان معظمهم يهود وتظهر باستمرار مرجعيتهم اليهودية في رواياتهم .


العهد الجديد
NEW TESTAMENT


يضم 27 كتاب :

هي أربعة أناجيل (كتب البشارة) بالإضافة إلى العديد من الرسائل وسفر الرؤيا
 

(1) إنجيل(كتاب بشارة) المسيح حسب البشير مَـتـّى 
كتب باللغة اليونانية عام 80 ~ 85 ميلادية تقريباً
البشير مَـتـّى يهودي، يعرف الديانة اليهودية جيدا، يظن البعض من عامة المسيحيين أنه مَـتـّى الحواري جامع الضرائب، لكن الكتاب لا يدل من أسلوبه أن مَـتـّى كان شاهد عيان للمسيح. ومن المعروف أن الحواريون جميعاً كانوا من البسطاء ولم يكن منهم من يعرف القراءة والكتابة.



الكتاب المقدس يبدأ بأنجيل ينسب إلى مَـتـّى لكنه الثاني في تاريخ كتابته بعد أنجيل مرقس بحوالي عشرة سنوات. ونقل مَـتـّى أجزاء كبيرة بحذافيرها مما كتبه مرقس وأضاف قصص وأقوال تؤكد وتبرز يهودية المسيح فيبدأ كتاب (أنجيل) مَـتـّى بنسب المسيح وميلاده ورغم أن المسيح ولد من غير أب إلا أن مَـتـّى أوجد له نسب يعود لسيدنا داود عن طريق يوسف رجل مريم (زوجها ) (مَـتـّى الإصحاح الأول من 1 ~ 17 ) ولا أعلم كيف يصح نسب الرجل إلي غير جدوده الطبيعيين ...؟ كما أنه بشكل أو أخر يتعارض مع منطق أن المسيح أبن الرب.وربما مَـتـّى وغيره ممن كتبوا كتب البشارة لم يكونوا بالفعل يؤمنون بأن المسيح أبن الرب حرفياً وصفة العبد لم تكن مناسبة لمفهوم العصر عن العبيد, وصفة الرب يمكن أن تطلق على رب العمل وصفة الأب فيها معني الرعاية.  مَـتـّى أيضاًً أول من كتب قصة ميلاد المسيح والوحيد الذي كتب عن هروب العائلة المقدسة (السيدة مريم ووليدها مع يوسف زوجها) من بيت لحم إلي مصر خوفاً علي المسيح من أن  يقتله الرومان تشبيهاً له بما تعرض له موسى عليه السلام بعد ميلاده في عصر فرعون. وكان مَـتـّى  يريد أن يبرز أن المسيح جاء تحقيقاً لنبوءة العهد القديم (كتاب اليهود) على لسان النبي هوشع (العهد القديم سفر هوشع الإصحاح الحادي عشر- 1- " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته, و من مصر دعوت أبني ").

ثار خلاف شديد في القرن الرابع الميلادي عند تحديد كتب العهد الجديد وترتيبها بين من يرى أن يبدأ العهد الجديد بسفر التكوين (قصة خلق الكون وأدم وحواء) مٍن التوراة ومَن يرى أنه لابد أن يبدأ من مَـتـّى الذي ذكر قصة ميلاد المسيح ونسبه اليهودي. كل شيء تم بالتشاور واتفقوا أن يبدأ الكتاب المقدس بإنجيل (كتاب بشارة) مَـتـّى .



(2) إنجيل (كتاب بشارة) المسيح حسب رواية البشير مرقس
كتب باللغة اليونانية عام 60~70 ميلادية تقريباً
البشير مرقس غير معروف من بين أشخاص بنفس الاسم أو الكنية تواجدوا تقريباُ في نفس الزمن. لكن حسب التراث المسيحي يقال أنه استشهد في الإسكندرية ودفن فيها, ولكن رفاته سرقت فيما بعد ودفنت بفينيسيا. ويقال أن أصله من ليبيا  وتربى في القدس. ويقال أنه قريب برنابا وصاحب بولس الرسول في رحلاته التبشيرية. ويقال إنه كان تلميذ بطرس الرسول في روما وأخذ عنه ما رواه عن المسيح.  هذا حسب الشخص المشتبه فيه بأنه مرقس والجهة التي تواجد فيها والاحتمالات مفتوحة



مرقس أول من نسب إليه كتابة أقوال وأفعال المسيح كبادرة أولى توالت بعدها كتابة الأناجيل (كتب البشارة) ولم يذكر قصة ميلاد المسيح ولكنه بدء من وقت تبشير المسيح برسالته وهو شاب والتي استغرقت حسب ما يقوله المسيحيون من عام إلي ثلاثة أعوام. ويوصف إنجيل مرقس بأنه أقصر كتاب بشارة وجاف الأسلوب بسبب اضطهاد الرومان لمرقس في روما(في عصر نيرون) ويعتقد أنه كان هذا هو الدافع ليقوم بكتابة سيرة المسيح لأول مرة ليظهر أن تحمل الاضطهاد والتعذيب فضيلة تأسياً بما لاقاه المسيح كأول من ضحى بنفسه في المسيحية. فنجده يركز على عذابات المسيح (Passion) ولم يذكر ميلاده بل بدأ بتعميده من يوحنا المعمدان. لهذا السبب رأى مَـتـّى ولوقا ويوحنا أن مرقس أغفل جوانب عن المسيح حاول كل واحد منهم إظهارها من وجهة نظره في كتاب بشارة جديد (إنجيل). مَـتـّى ولوقا اعتمدا على مرقس كمصدر لكتابتهم. ويقول الباحثون عن فكرة مرقس في كتابته لسيرة المسيح إنها عبقرية لم تخطر على بال بولس الرسول أول من بشر بمفهومه عن المسيحية. مرقس ذكر في كتابه أن المسيح أبن الله وهو تعبير ورد كثيراً في العهد القديم ولا يعني حرفياً المولود لله. لكن في كتب سيرة المسيح بعده أخذ المعنى إلى اتجاه يؤدي إلي فهم المسيح في النهاية علي أنه إله أبن إله رغم أن ذلك لم يٌذكر عن لسان المسيح. كما أن ألأقوال  التي تدور عن هذه القضية لم تكن بالوضوح الكافي الذي يبنى عليه عقيدة.

ومن الممكن أن نفهم أن كتاب البشارة لمرقس (أول إنجيل) لم يكن يعتبره ولم يفهمه المسيحيون الأوائل في القرون الأولى على أنه كتاب منزل من الرب لأنه لم يجد أحد حرجاً في إصدار أناجيل (كتب بشارة) تتناول نفس الموضوع, والموضوع هو أن الناس كانت لابد أن تعرف من هو المسيح بعد أن غاب. هناك سيرة كتبها مرقس أو صنفت بهذا الاسم وهناك من يرى أنها أغفلت شيء ما عرفه أو سمعه أو أراد أن يبرزه فما المانع في أن يروي السيرة بصورة أفضل من وجهة نظره. الواضح أنها كانت البداية ألتي شجعت على الكتابة وعرض ما تصوروه صحيحاً عن سيرة المسيح. الناس وقتها لم يعتبروا أن كتابة سيرة المسيح وذكر أقواله لها قدسية التنزيل التي تستوجب الامتناع عن الإضافة إليها والتعديل فيها. ولكن كما تدل الحقائق التاريخية كتب البشارة أعتمد قدسيتها أباء وزعماء الكنيسة في مرحلة لاحقة بدأت عند عمل أول مقرر للكتاب المقدس من منتصف القرن الرابع ولم تسلم من التغير والتبديل عبر الزمان.

القدسية هنا كانت بالتصويت في المجامع الكنسية على كتب تخيروها أصحاب الاتجاه الأرثوذكسي واتهموا الباقين بالهرطقة لتبدأ مرحلة صراع تاريخي مرير وتوتر دائم بين ألمشتغلين باللاهوت فلم يكن هناك مصدر واحد جليل يجعل العقيدة المبنية عليه واضحة وغير قابلة للتأويل وليست عرضه لتضارب الأفكار. وما نراه هنا هو علة الابتداع البشري في الدين الذي يؤدي إلى ورطه فكرية دائمة تتضخم فيها الكتابات وفي النهاية لا يتحقق الاستقرار على إيمان مبني على منطق يعقله بني أدم ولا يقهر عليه قهراً.

   




(3) أنجيل (كتاب بشارة) المسيح حسب رواية البشير لوقا
كتب  باللغة اليونانية حوالي عام 80 ~ 90 ميلادية
لوقا يوناني يقال أن أسلوبه يدل على أنه عالي التعليم والثقافة ويقال أنه كان يشتغل بالطب اليوناني ولف كثير من البلدان ولم يقابل المسيح



لوقا ينسب إليه ثالث ما كتب من أناجيل أعتمد على نقل أجزاء كبيرة من كتاب مرقس وأضاف قصص وأقوال تجعل رسالة المسيح مقبولة من غير اليهود وله فضل إقبال الوثنيون من الرومان وغيرهم على هذا الدين. ربما لأن لوقا لم يكن يهودياً. وكتب قصة ميلاد المسيح بشكل مختلف عما ذكره مَـتـّى وكلا القصتان دمجت فيما بعد في قصة تراثية واحدة (خارج الكتاب المقدس) تعرف بالكريسماس. ويقال أن لوقا الأكثر بعداً عن ربط المسيحية باليهودية لذا نسب المسيح عنده يبدأ بآدم إشارة للأصل الإنساني الأرحب من العرقية اليهودية. كما أهتم بإظهار المسيح متماسكاً وليس صامتاً معذباً بائساً عند صلبه كما صوره مرقس. ذكر أدم في جميع كتب العهد الجديد هي كلمة واحدة فقط نجدها في كتاب لوقا عند ذكره نسب المسيح لم تذكر حواء ولم يذكر شيء أسمه خطية لأدم وحواء وكما تساءلت من قبل كيف بكون محور الديانة المسيحية والإيمان المسيحي هو الخلاص من هذه الخطية إذا كانت الخطية وأصحابها غائبة تماماً عن العهد الجديد. وبالمناسبة عن قصة الصلب وعذبات المسيح نجد أن  كل ما روي في كل العهد الجديد عن حالة أصحاب المسيح بعد أن غاب عن الأرض هو وصف لحالة تخبط وذهول كما لو كانوا لا يعلمون إلي أين ذهب ولماذا ذهب, وأعجبني تعليق أحد الباحتين الغربيين حيث قال "أن المسيحية انطلقت من بين هذا التخبط والذهول وليس من حالة واضحة واثقة وجلية." ألا ترون معي أنها حالة مثالية للالتباس والخداع والاشتباه والشبهة والشبه.....وصدق الله العظيم .... ولكن شبه لهم.    




(4)إنجيل(كتاب البشارة) المسيح حسب رواية البشير يوحنا
كتب باللغة اليونانية في نهاية القرن الأول الميلادي
يوحنا يهودي كان يعيش في بلدة أفيسس اليونانية الشهيرة في التاريخ المسيحي وطرد من المعبد اليهودي لهذه المدينة ولم بعاصر المسيح

رابع ما كتب من أناجيل وأضاف قصص وأقوال تجعل المسيح إلها ورسخ لعقيدة التثليث .






 
(5)  سفر أعمال الرسل
كتب هذا الكتاب  لوقا صاحب إنجيل لوقا

وفيه قصة انتشار الكنيسة المسيحية في أول عهدها وسيرة أتباع المسيح ومن قاموا بالتبشير بعده حيث كان الروح القدس ملهمهم ومؤيدهم بالخوارق لذا سموا رسلا.



(6)إلى (19)  رسائل بولس الرسول.... وعددها 13
كتبت باليونانية كأول كتابة تاريخية عن المسيحية بعد المسيح بعشرين عاماً على الأقل
وهو شخصية حقيقية واضحة لا خلاف عليها لأن كتاباته موقعة باسمه وخط تنقلاته معروف ومحدد.



بولس كان يهودياً من طائفة  الفريسيين المتزمتة وأعدي أعداء المسيح كان من يهود الشتات ويعيش فيما يعرف الآن بتركيا. وكانت مهمته تعقب المسيحيين واضطهادهم. لم يقابل المسيح إلا في رؤيا انشقت عنها السماء وبرق لها البرق فتحول إلي مسئول عن العقيدة المسيحية في أساسياتها. وهو أول من قال أن المسيح صلب ومات ثم بعث من أجل خلاص البشرية من خطيئة أدم وأنه سوف يعود قريباً جدا ليرفع من آمن به إلي مملكة الرب.

بولس كان رائد  نشر رسالة المسيحية بالمفهوم السابق من قبل كتابة الأناجيل (كتب البشارة) وكون العديد من المجتمعات المسيحية ( كنيسة ) في ما يعرف بتركيا واليونان وتابع حل مشاكلها بكتابة الرسائل أثناء رحلته التبشيرية التي انتهت بالقبض عليه في روما وقتله. تستخدم رسائله في استنباط اللاهوت وكثير من أحكام المسيحية بناء على الحلول والنصائح التي كتبها في رسائله لحل مشاكل وقتيه ظهرت في التجمعات المسيحية (كنيسة). وأسقط بولس فريضة ختان الذكور حتى يتقبل الوثنيون المسيحية وأباح الطعام المحرم في اليهودية وأعلى من قيمة عدم الزواج بل وبالترفع عن العلاقة الزوجية بين المتزوجين وليس هذا غريباً فأساس تبشير بولس هو أن المسيح قادم في القريب العاجل لذا لا داعي للذرية لأن الحياة لن تستمر. وبعد بولس وظهور ما سمي بالأناجيل وعندما أتضح أن المسيح لم يأتي لعقود - كما أفهم بولس الناس - بدأت المسيحية في تطوير نفسها ولكن بقي ما بشر به بولس أساس الإيمان المسيحي.

تعتبر رسائل بولس من أهم كتابات العهد الجديد وهو أول من خط بقلم عن المسيحية (في شكل رسائل بينه وبين الكنائس الوليدة) قبل ظهور الأناجيل ويعتبر الباحثون الغربيون بولس الرسول أهم شخصية أثرت في تاريخ الحضارة الغربية بعد المسيح وربما يساويه في الأهمية لأنهم فهموا أن المسيحية بفكرتها ما كانت لتقوم لولا بولس الرسول.






(20)(21)رسائل بطرس الرسول..........و عددها 2
 (22)(23)(24)رسائل يوحنا..............وعددها 3
(25)الرسالة إلى العبرانيين .................وعددها 1
(26)رسالة يعقوب.............................وعددها 1
(27) سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي
 يتحدث فيه عن نهاية الأيام (القيامة)


لابد من معرفة أن الأناجيل (كتب البشارة) لم يكتبها أي من حواري المسيح وإن تشابهت الأسماء ويعتقد أن من كتبوها كتبة غير معروفين (حرفتهم كتابة ما يملى عليهم ونسخه) بناء على روايات تنسب إلى روايات للمدعو مرقس أو مَتـّى ...إلخ كشكل من أشكال التصنيف. لم يذكر أحد ممن تنسب لهم كتب البشارة (الإنجيل) أنه شاهد أو تحدث أو حاور أو عايش المسيح أو كان في قلب الحدث زماناً ومكاناً ولم يوقع أي منهم على ما كتبه باسم وكنية محددة ولم يذكر مصدر روايته. وأنا من جهتي اعتبرتهم شخوص افتراضية. هذه الأناجيل (كتب البشارة) الأربعة اختيرت على الأقل من خمسين كتابا للبشارة(إنجيل) كانت موجودة ومتداولة في أنحاء الإمبراطورية الرومانية. هذا ما دفع الباحثون في التاريخ والمدققين في الوثائق إلي طرح التساؤلات المحرجة عن أساس العقيدة المسيحية وتاريخها.



    (2)العهد القديم

OLD TESTAMENT



وهو أيضاً

الكتاب المقدس العبري  (Bible The Hebrew)

(تاناخ) ( TaNaKh

 الكتاب المقدس العبري يشار إليه بالعبرية بـ... تاناخ وهو يتكون من ثلاثة أجزاء إذا أخذنا الحرف الأول من الاسم العبري لهذه الأجزاء وكونا كلمة واحدة تصبح كما أسلفنا " تاناخ 

الكتاب العبري (39 كتاب) مكتوب في 24 لفافة وليست كتب كعادة اليهود في كتابة نصوصهم المقدسة

الجزء الأول التوراة  (Torah)    (توراة)

 الجزء الثاني الرسل  (im Nevi)   (نافئيم)   (أخبار الرسل)

الجزء الثالث الكتابات  (Ketuvim)  (كيتوفيم) (كتابات الحكمة)

وتشمل المزامير (الأناشيد وكتاب أيوب وغيرها).

التوراة

 خمس كتب (أسفار) لذا تسمي بالبناتوك (بنتا تعنى خمسة باليونانية) وهى

 1- سفر التكوين

 2- سفر الخروج

 3- سفر الأعداد

 4 - سفر التثنية

 5 - سفر الاويين


العهد القديم في الكتاب المقدس المسيحي هو الترجمة اليونانية للكتاب المقدس العبري وهي ترجمة معروفة باسم الترجمة السبعينية التي تمت في عهد بطليموس بغرض ضمها لمكتبة الإسكندرية وترجمها 72 حبر يهودي ستة من كل سبط من أسباط اليهود الـ12 حضروا إلي مصر خصيصاً مقابل عطايا دفعها بطليموس لحبر الأحبار في فلسطين. بالإضافة لميزات منحها لجالية اليهود  الكبيرة بالإسكندرية.

توضيح:

كتابات اليهود طويلة جداً ومن الصعب التعليق على مكونات الكتاب المقدس العبري دون التطرق لتاريخهم الطويل المعقد.

حديثا يقر اليهود وبكل وضوح وإصرار بأنهم  من أعادوا كتابة التوراة وألفوا كتبهم المقدسة بداية من عام 586 قبل الميلاد (بعد عهد سيدنا موسى بسبعة قرون) وكان ذاك في مرحلة السبي في أرض بابل وشكلوا العقيدة أو الظاهرة اليهودية ويقولون أن بني إسرائيل القدماء لم يكن لديهم كتابات مكتوبة بل ربما تراث شفوي. اليهود في العصر الحديث تمكنوا وأصبحوا أعلى صوتاً ويشعرون بأنه أن الأوان أن يعلنوا أن اليهودية قد صنعتهم وهم من صنعوها. على كل حال العلم الحديث لم يدع مجال للإدعاء بأن الكتاب من عند الرب واعترافهم تحصيل حاصل وربما موقفهم واقعي وعملي أكثر من موقف المسيحيين في الغرب والأقباط  في مصر.

من هم اليهود وما هي اليهودية..؟

اليهود ينسبون أنفسهم إلى يهوذا ألابن الرابع لسيدنا يعقوب أبن سيدنا أسحق ابن أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام هذا السبط من يهوذا هو الذي بقي من سلالة بني إسرائيل حسب روايتهم مع بعض من سبط بنيامين شقيق سيدنا يوسف.والمعروف أنه بعد أن دخل بني إسرائيل أرض فلسطين عاشوا زمناً الحكم فيه كان للقضاة. واحد لكل سبط من أسباط بني إسرائيل (عصر القضاة). ثم احتاجوا لملك يصد عنهم عدوهم الجبار جالوت فكان طالوت الملك الأول وبعده داود ثم سليمان وأولاده وهذه هي حقبة تسمي (حقبة الملوك). ثم انقسم بني إسرائيل إلى مملكتين مملكة تسمي مملكة يهوذا في جنوب فلسطين ويدخل في حدودها ما يقولون عنه معبد سليمان وهو حدهم من الشمال وفيها عاش سبط يهوذا. أما باقي أسباط بني إسرائيل فكانت لهم مملكة خاصة بهم تسمي مملكة إسرائيل تقع على حدود مملكة يهوذا الشمالية. سحق الأشوريون مملكة إسرائيل وشردوهم وضاعوا إلى الأبد. ثم جاء الدور على مملكة يهوذا بعد فترة فقام نبوختنصر ملك بابل  بقتل أخر ملوكهم وحطم أورشليم والمعبد  ونفاهم إلى بابل فخافوا أن يضيعوا كشعب مثل شعب مملكة إسرائيل. لذا كان سبي اليهود في بابل دافع لكتابة كتابهم المقدس العبري(586 قبل الميلاد) في ظروف مريرة حيث ألفوا العقيدة اليهودية ورسخوا لمفهوم الشعب اليهودي المختار الذي يجب يحتفظ بخصوصيته بين الوثنيين. عاد اليهود مرة أخري إلي فلسطين بعد أن أجتاح قورش ملك الفرس مملكة بابل (538 قبل الميلاد) وسمح لليهود بالعودة وبناء المعبد من جديد. واستمروا في أرض فلسطين يطبقون أول شكل لليهودية وهي العقيدة الاويية وتركزت عبادتهم لربهم حول معبد سليمان الذي يسكن فيه الرب حرفياً في حجرة قدس الأقداس ولكي يبقى هناك عليهم تقديم قرابين تحرق. ثم غزاهم الإغريق (القرن الرابع قبل الميلاد) ثم الرومان(63 قبل الميلاد) ثم ولد يسوع في عام (3 قبل الميلاد) في عهد الملك هيرود الذي عينه إمبراطور الرومان حاكماً لليهود ويقولون عنه إنه كان ملك يهوذا ولكنه لم يكن ملك اليهود لأنه يهودي لكن من أم عربية. وظهر فيهم اليهود الفريسيين المتزمتين الذين صاروا أعداء المسيح. وغاب المسيح بعد ذلك بثلاثين عاماً على الأرجح  ثم قام الرومان بتحطيم أورشليم والمعبد لثاني مرة في عام (70 ميلادية).وطرد اليهود وشردوا بعد ذلك واتجهوا  لشمال أفريقيا  وأسبانيا وروسيا. اليهود الذين عاشوا في شمال أفريقيا وأسبانيا يطلق علبهم اليهود الشرقيين السفرديم  ومن عاش في باقي أنحاء أوربا يطاق عليهم اليهود الأشكيناز. الحقيقة أن اليهود الموجودون في إسرائيل اليوم هم 85% من الأشكيناز(اليهود الأوربيون) وأصولهم تعود إلي الكهازر(Khazars) الذين عاشوا في إمبراطوريتهم التي كانت تقع بين بحر قزوين والبحر الأسود هؤلاء تحولوا إلي اليهودية في القرن السابع أو الثامن الميلادي ولم يكونوا في أرض فلسطين أبداً. نزحوا إلي أوربا أثناء الغزو المغولي واستوطنوا شرق أوربا وبالذات بولندا ويطلق عليهم القبيلة الثالثة عشر اليهودية لأنهم في الحقيقة ليسوا من بني إسرائيل.

وأرجوا أن ينتبه المسلمون إلى أن هناك فرق بين بني إسرائيل الذين كانوا يتبعون موسى عليه السلام  واليهود الذين هم فعلاً من بني إسرائيل لكن لا يمثلونهم جميعاً ودخل معهم في العصور الحديثة نسبياً الأشكيناز من غير الأأصول الأإسرائيلية ويدينون باليهودية.

 اليهودية هي مزيج من ميراث شفوي للتوراة وربما بعض الكتابات القديمة مع رؤية جديدة وفكر جديد نابع من واقعهم المشرد فجاءت التوراة وما تحتويه جزء من اليهودية كعقيدة تحقق لهم المصلحة, ومن ثم دائمة التحديث حسب الظرف والحاجة. لإيضاح هذا أذكر ما حدث لهم من ورطة عقائدية كبرى بعدما أقنعهم أحبارهم بأنهم شعب الله وأحباءه وهو ناصرهم لأنه أحب أبيهم إبراهيم وعده بالأرض وبذرية أكثر نجوم السماء فإذا بهم يسحقون ويشردون ويطردون من أرضهم. كما أقنعوهم بأن التقرب إلي الله هو بتقديم قرابين تحرق في معبد سليمان بالذات وبعدها يهدم المعبد فماذا يفعلون وقد انهارت العقائد والطقوس الأساسية في الديانة ولهنا لجأ الأحبار إلي تعديل المفاهيم واستبدال ما كانوا يقومون به في المعبد بعمل أكلات معينة وتلاوته قصص الكتاب المقدس في أعياد لهم  وهناك من أدعي من الأحبار أن اليهود يشردون ويعذبون بسبب أن للكون إله شرير يحقد عليهم لأنهم يتبعون ألههم ("الوهيم" الطيب) لذا فهم معذبون بسبب صلاحهم وليس العكس. وظهر كتاب أيوب الموجود في كتابهم المقدس. ما يقولون عنه أيوب (اسم في تراثهم) الذي تعرض للبلاء رغم صلاحه فبدأ يناقش ربه ويعترض.  ومنهم من أدعى بأن هذا جاء بسبب فساد ما يقولون عنهم داود وسليمان(أسماء في تراثهم) مما أدى لأن تحل اللعنة بهم بعد ذلك, وتبريرات كثيرة يضيق المقام عن سردها. المهم أنهم في النهاية قوم مختارون يحبهم ألوهيم (الرب) وسوف يتدخل في التاريخ في وقت ما ويظهر المسيح كملك محارب ينصر اليهود على شعوب الأرض. ولما ظهر عيسى عليه السلام ووجدوا أنه ضدهم لم يعترفوا به مسيحاً. وحاربوه وكان  من الممكن أن يكتفوا بأن تشيع قصة عن موته أو قتله لكن ألأجدر بأن تشيع قصة عن صلبه لأن المصلوب في التراث اليهودي ملعون بل والبقعة والشجرة التي يصلب فيها ملعونة فكيف يكون مسيح اليهود مجرم يصلب وسط اللصوص وهذا اغتيال معنوي للمسيح(أسم في تراثهم) ورسالته. ولكن تمكرون ويمكر الله فيحمل بعض اليهود وأولهم بولس الرسول ما حدث من صلب على محمل أخر فيه الخلاص للبشر وتصبح ديانة جديدة مسيحية. ستكون عدوة لليهود لقرون. ومفهوم التوحيد عند اليهود هو أن لهم إله واحد يعبدونه هو خالق الكون لكن ليس بالضرورة إله الناس جميعا (الأغيار = من غير العرق اليهودي) فهم أحرار يعبدون ما يشاءون.

إذن اليهودية ليست الدين الذي نزل علي سيدنا موسى واليهود لا يمثلون كل بني إسرائيل اليهود  اتخذوا عقيدة يقولون أن حصرها في الدين الذي أرسل به سيدنا موسى يضعها في خندق ضيق ويقولون ان وظيفة التوراة هي تحديد من هو شعب إسرائيل لكنها ليست أقدس ما لديهم *التلمود هو الأقدس.الأشكيناز هم في الواقع من أعلوا من قيمة التلمود فوق التوراة.

تعريف اليهودية مأساة وعذاب وصدمة لوجدان المسلم وتحتاج لشرح مطول ومع هذا في النهاية يفقد التعريف معناه ووظيفته. فاليهودية كما يقول أصحابها لا تعني التوراة لأن التوراة تحدد فقط من هو شعب إسرائيل. اليهودية لا تعني أو تشير للشعب اليهودي لأنه لا يجمعه تجربة واحدة وقد عاشوا في الشتات. كما أن اليهودية لم تكن دين موحداُ للرب من البداية ولكن كان هذا تطويراً لفكرتهم العبقرية عن الإلوهية.أخذها وأستلهمها منهم ما جاء بعدهم من ديانات كتابية. اليهودية ليست دين بل ربما ظاهرة كما يحب اليهود وصفها بهذا. وقد فهمت أنا اليهودية على  إنها تتخذ رباً ولكن ليس له ولا لرسله أي وقار أو سلطان. السؤال عن تعريف اليهودية يضايقهم جداً لأنهم يريدون أن يظل عنوناً مفتوحاً يدخل أو يخرج من تحته ما يرونه مناسباً لمصلحتهم في زمان ومكان ..ما.. دون تقيد أو التزام. يقول الأستاذ جافني أستاذ الدراسات اليهودية والتاريخ اليهودي بالجامعة العبرية في محاضرته عن تعريف اليهودية أنه ربما قد فضل أن يأخذ موقفاً من الإجابة عن سؤال "ما تعريف اليهودية..؟" مثل موقف الحبر التاريخي شاماي عندما سأله أحد الناس بقولة "هل تستطيع تعريف اليهودية بينما أنا واقف على قدم واحدة فضربه شاماي فوراً على رأسه بعصا كانت في يده". وربما كان هذا بالفعل جزاء من يريد أن يعرف شيء محدد واضح عن اليهودية كما يفهموها. وهم يعتبرون أن اليهودية شأن خاص الذين يقفوا خارجها غرباء وفضوليون.


*التلمود كتاب كبير جدا بدأ في القرن الثاني الميلادي بتدوين الميراث الشفوي للعقيدة اليهودية والتي لم تكن مدونة من قبل في الكتاب المقدس العبري بواسطة مصلح يهودي كبير يسمي أكيفا وكانت تسمى المشناة وأكمل عمله أحبار اليهود في القرن الرابع الميلادي وكان وسيلة لتحديث اليهودية في الشتات. التلمود يحتوي على تعليمات اليهودية وعلي تفسيرات ومناقشات حول اللاهوت و السحر و القانون  و كل شيء تقريبا في الحياة وتعليقات و تعليقات على التعليقات والتعليق على ذلك كله وهو مدرسة في فن الجدل ويعتبرونه دليل حياة اليهودي. يقول أحد أحبار اليهود أن اليابانيون لما أحسوا بنباهة اليهود وحرصهم على العمل بدقة سألوهم ما السر فقالوا لهم أن هذا بسبب التلمود فطلب اليابانيون منهم الاطلاع عليه وترجمته فقال لهم اليهود أن فهم التلمود والقيام بما فيه لا يقدر عليه إلا يهودي. وهناك التلمود البابلي والفينيسيى (فينيسيا) والأورشليمي تبعاً للمكان والعصر الذي كتب فيه. والجدير بالذكر أن أقدم النسخ وتاريخها يعود لألف عام والمحفوظة في إسرائيل الآن وجدوها في عام 1896في معبد (عيزرا) اليهودي بالفسطاط بالقاهرة وسط آلاف من المخطوطات تعرف بجينيزة القاهرة (Cairo ginesa) والجينيزا هو المكان  الذي يحفظ أو يخزن أو يدفن فيها الكتابات اليهودية المقدسة لأن فيها أسم الرب وأحياناً الكتابات اليهودية الغير مقدسة حفظاً لتاريخ الشعب اليهودي المشرد دون وطن.


يعلن اليهود في العصر الحالي وهم أصحاب العهد القديم وبكل وضوح دون مواربة أن العهد القديم مؤلف من بشر كتبوه بأيديهم.  فهل يستطيع المسيحيون تجاهل أن جزء أساسي في الكتاب المقدس المسيحي  قد فقد مصداقيته في كونه كلام الرب..؟ وهل يدرك المسلمون هذا أيضاً

من المؤسف أن يتعامل علماء المسلمين مع اليهود وكأنهم بني إسرائيل ودينهم نابع من التوراة الأمر مختلف بالكلية. اليهود كأفراد وشعب يعتبرون أنفسهم غير ذلك ونحن مصرون أن نذكرهم بأننا من نسل سيدنا إبراهيم ونقر بموسي نبي ورسول ..... وكأن هذا  سوف يسعدهم...اليهود لا يحترمون الأنبياء والرسل لعلنا نفيق ونعرف أنه من السخف أن نبني خطابنا الديني على هذا الأساس ...وللحديث بقية.





بقى لنا أن نعلم أن الكتاب المقدس المسيحي لم يكن في متناول الناس لقرون عديدة وذلك لعدة أسباب تتفاوت حسب العصر منها صعوبة وتكلفة نسخ الكتب يدوياً , شيوع الأمية , تحريم ترجمة الكتاب المقدس من اللغة اللاتينية واحتكار التفسير.لذا لم يكن الناس يتلون الكتاب المقدس بصورة مستقلة ولكن كانوا يسمعون أجزاء منه تتلى عليهم في الكنائس مشفوعة بتفسير الكاهن وهذا الوضع حرم الناس من معرفة مستقلة عن الكنيسة وتفسيراتها, كما أن الكتاب المقدس يحوي 66 من الكتب بها كم هائل من القصص المسيحية واليهودية التي من الصعب الربط بينها وفهم مغزاها. الواقع الذي أكتشفه الباحثون الغربيون هو بالرغم من توفر الكتاب المقدس مطبوع في العصور الحديثة وجدوا أن المسيحي العادي لا يقرأ أو يعرف ما في الكتاب المقدس على أي وجه من الدقة والتفصيل وفي أحسن الأحوال المتدينون منهم يكتفون بما يقول لهم بابا الكنيسة ويتقبلونه دون تمحيص أو وعي. ويجب أن يتأكد الجميع من هذا لأنه في غاية الأهمية عند تقييم  مواقف وأراء المسيحيين.

وهذا لابد أن يقودنا للمقارنة مع ما عندنا من كتاب الله العزيز وهو القرآن فقد كان بين أيدي الناس فور التنزيل علي الرسول عليه الصلاة والسلام آيات تحفظ ويصلى بها ويعمل بأحكامها وتفهم معانيها في حضرة الرسول الكريم. ولم يكن بالإمكان أن يبدلها مخلوق بعد أن وقرت في ذاكرة الجمع الغفير وعلى مدى سنوات وسنوات لا يمكن التراجع أو التبديل بعد أن تنساب الآيات من بين شفتي الرسول الكريم ويتلقفها الناس على الفور. القرآن الكريم كتاب يمكن أن يحفظه كاملاً بالوقف و بالتشكيل طفل صغير كتاب يمكن أن يحفظه من لا يعرف القراءة والكتابة. كما أن القران والتراث الإسلامي بكاملة موثق بأعلى درجات الدقة في التوثيق. ورسولنا الكريم حقيقة واضحة في التاريخ ومكان قبره معروف على خلاف بقية الرسل.وفي حين أن العلم أدى لإحراج وتأكل مصداقية عقائد الآخرين نجد اليوم الربط بين ما جاء في القرآن والعلم التطبيقي أصبح الشغل الشاغل لعلماء في كل مجالات  العلم ورغم من أن البعض يحذر من الربط بين الثابت والمتغير إلا أن  لا أحد من المشتغلين بالعلم يستطيع أن يتوقف عن هذا الربط فهو يري إعجاز ربما لا يلتفت له أحد وأنا أحمد الله تعالى خالق العلم وخالق ما يعقله فمهما طال الزمن وتطورت العلوم إلا ودل العلم على خالقه الذي تفرد على عبادة بصفته العليم الحكيم كصفة تبرر القدرة المطلقة. عالم الغيب والشهادة الذي لا يحيطون بعلمه إلا بما شاء لن يخدش كلامه علم البشر بل يؤكده ويشهد بصدقه.

المشكلة في ضعف الثقة فيما عندنا وخجلنا من المجاهرة بالحق خوفاً من الأخر.في حين أن الله يأمرنا بعكس ذلك تماماً والله المستعان على هذه البلوى.

 


علاقة العقيدة القبطية بالأرثوذكسية وتاريخ مصر



أهل الكتاب في القرن الواحد والعشرين

ربما لا يعلم ألكثير ما أصاب الديانة اليهودية والمسيحية من تغير. لقد كشفت الحفريات اليهودية في جبل قمران بفلسطين في أربعينات القرن الماضي عن عدد كبير من الكتابات العبرية غيرت الكثير في مفهوم اليهودية وتاريخها كما أن اكتشاف عدد كبير من أناجيل مسيحية كانت  غير معروفة  في صحراء نجع حمادي عام 1945 عن أشكال للديانة المسيحية  أخفاها أباء الكنيسة الأول عن الناس بغرض إظهار المسيحية وكأنها تنطلق من مصدر واحد وكتابات من عهد المسيح لا يتطرق إليها الشك وتمثل كلمة الرب  كما أوضحنا من قيل. وعكف باحثون في الولايات المتحدة الأمريكية بالذات علي دراسة ونقد التراث العبري وتاريخ الكنيسة المكتوب مستعينين بأرقى أساليب التحليل مستخدمين تقنيات الكمبيوتر والكربون المشع وغيرها فاهتزت صورة المسيحية واليهودية وظهر ما فيهما من حجب للوثائق وتلفيق للتاريخ ونشرت الأبحاث وعرف الناس في الغرب هذه الحقائق ... من وسع ...لذا مؤلفات يوسف زيدان لاقت ترحيب في الغرب لأنه يطرق نفس المجال فهو يكتب عن تاريخ المسيحية المتعددة الاتجاه والمفقودة بصورة أكاديمية في كتابه اللاهوت العربي وبصورة أدبية قصصية في عزازيل ولاقت كتاباته هجوم واتهامات.... شكاوي للنائب العام  وقضايا مرفوعة من الأقباط في مصر للإيهام بأن يوسف زيدان يكتب جهلاً وزوراً .كما لاقى فيلم دافينشي كود اعتراض وهجوم من الكنيسة القبطية وحاولوا منع عرضه وسبب هذا الغضب من الكنيسة لم يتناوله الإعلام العربي بصورة واضحة لكن العالم أجمع يعلم بأن قصة الفيلم مبنية على ما يعرف بإنجيل مريم المجدلية المكتشف عام 1889 في بلدة اخميم المصرية .كذلك زاهي حواس تعرض لهجوم من الكنيسة القبطية عندما نجح في استرجاع إنجيل يهوذا الأسخريوطي . وانتهت الأزمة بإقصاء الوثيقة التاريخية ودفنها في مخزن المتحف القبطي كما دفنت من قبل مع الراهب الذي كان يحملها في صحراء نجع حمادي منذ قرون. وليحيا الوهم.



هل ما قلته يعتبر تجريح للإيمان المسيحي ...؟؟



الإيمان المسيحي بأي شيء لا دخل لنا به طالما ظل في الكنيسة وقلوب القابلين به لكن عندما تستخدم قصص وروايات الكنيسة القبطية بصورة تفرض علينا مطالبات بتغيير الجغرافيا والتاريخ أو تتطاول على تاريخ المسلمين وتتهمه بما ليس فيه فعند هذا يجب كشف الحقيقة بصورتها الواقعية التاريخية وهي صورة علمانية لا دخل للإيمان أو الدين فيها، فالتاريخ الإسلامي موثق عالمياً لأهمية الدور الذي لعبه في صراع الحضارات ومصر كانت ساحة لهذا الصراع لكن من ضمن رقعه هائلة امتدت لها الفتوحات الإسلامية. فتح عمر بن العاص موثق تاريخياً في كتب التاريخ وفتح مصر تم وفق أرقى المعاير السائدة في صراع الحضارات وكان ضد الرومان وليس ضد أهل مصر تارة بالسيف وتارة بالدبلوماسية وبهدف التحرير كون عمر أبن العاص  مسلم ومن الصحابة لا يغير من حقائق تحققت علي الأرض وسطرت في التاريخ العلماني ، هناك ألف سبب وسبب لإقبال الناس على اعتناق الإسلام بطول وعرض التاريخ والجغرافيا اليوم في القرن الواحد والعشرين  الإسلام هو أسرع الديانات انتشارا في العالم بدون سيف وبدون حتى عصا هذه حقيقة منشورة على صفحات الإنترنيت ( الغير دينية ) أذن لا داعي للدخول  في جدل واستقطاب يستخدم فيه التفسير اللاهوتي للتاريخ فيؤدي لإشعال الفتن.

إذا عرضنا الحقيقة من مصادرها الأكاديمية العلمية فنحن نعرض حقائق من أراد أن يكذبها بوثائق محايدة ليست كنسية فليفعل ليس هدفنا خدش إيمان المسيحيين بدينهم لأن  المسلمون لا يخشون المسيحية كتحد عقائدي حقيقي يهز وثوقهم بدينهم ولا يأبهون بهجوم من الأقباط  والمسيحيين على عقيدة المسلمين لأنها تسقط من أول وهلة في حبال التلفيق والإدعاء بالكذب وهذا لا يخدع أحد وحباله قصيرة خاصة في المحافل المتنورة المحترمة وأعتقد أنهم يحاولون إيهام أبناء الكنيسة أن لهم مأخذ علي الإسلام وأنهم لهم قضية يدافعون عنها ويمكن فهم دافع الهجوم على أنه تعمية لأبناء الكنيسة حتى لا يفلتوا من بين أيديهم  أكثر منه تحدياً للمسلمين ولا مانع من إشاعة وتكريس عقيدة اضطهاد المسلمين لهم كوسيلة لإلهاء ألوز بالغرق. إن الكنيسة القبطية تحاصر أتباعها وتخشى أن ينصرفوا عنها وهذه ورطتهم ومشكلتهم في عصر العلم والانترنت والإعلام المفتوح ويجب أن يدركوا أنهم لن يفلحوا في توريط المسلمين وتوريط شعب مصر في صراع وهمي يشترون به الوقت ويعمون به على مشاكلهم مع رعاياهم وفيه ما فيه من تهديد للسلام الاجتماعي بل ولأمن الدولة.

المسلمون ليسوا مكلفين بتحطيم الأديان وأتباعها ولكن مكلفين بتحرير الناس من السيطرة التي تحجب الحق وتشيع الوهم. إن ما ذكر في القرآن من أربعة عشر قرناً عن كتب وعقائد أهل الكتاب أصبح يتردد الآن في أوساط المسيحيين ويتأكد صدقه من العالم المسيحي نفسه لذا لم نقوم إلا بترجمته ما يتردد في المصادر المحترمة. (سلامة الدليل واجبه و الوهم من حقنا تبديده)



 جبهات الهجوم على الإسلام في عالم الانترنت:

(1)مواقع يهودية موجهة للعالم مهتمة بإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين وتبرز آيات الجهاد على أنها تحريضية وتهاجم الأخوان وسيد قطب وحماس والحجاب والنقاب...إلخ لكنهم أعداء ونحن في صراع دامي معهم وهذا الهجوم متوقع من عدو.

(2)المواقع التبشيرية الغربية غالباً ما تبرز المسيحية كديانة خلاص تتميز بالسماحة  وتدعوا إلى قيم إنسانية ..إلخ ونادراً ما تجدها تتورط في هجوم مباشر واضح على الإسلام بمعنى أنها تبرز أحلي ما لديها وهذا من حقهم ويمكن تقديره وفهمه.      

 (3)الكتب والمحاضرات والمواقع الأكاديمية المهتمة بالتاريخ وعلم الاجتماع وحقوق المرأة ومقارنة الأديان وغيرها. تشمل مصادر أما محايدة ومنصفة وأحيانا غير فاهمة للإسلام في قضايا مثل فرض الجزية ومعنى الجهاد لكن الوضع العلمي والأكاديمي يفرض عليها شكل ما من أدب والتزام بعرض الرأي الأخر في النهاية محترمة ولها سقف وحدود يلتزم به المشتغل بالبحث وإلا فقد مصداقيته.

(4) المواقع الصحفية والإعلامية تتأثر وتؤثر في السياسة والرأي العام ويمكن أن تكون حاقدة وموجهة ومحرضة وليس لها معيار ثابت غير جذب القراء.

(5) المواقع الكنسية القبطية المؤسف أنها لا تبشر بالمسيحية القبطية ولكنها معنية بسب الإسلام وتاريخه وأتباعه وأصبحت ظاهرة فريدة في الهجوم علي السلميين الذين يعش الأقباط في وسط الغالبية الساحقة منهم وتمتعوا وما زالوا بحماية المسلمين لهم كأقلية مسيحية بالنسبة للمسيحية العالمية.وأغلب المواقع القبطية يتميز بالبذاءة والكذب المفضوح خليط من التحريض وفرض الوهم بأنهم مظلومين ومضطهدين والمسلمون يتخطفون أبنائهم ويغسلوا أدمغتهم و مثال على ذلك:



موقع
http://www.coptichistory.org
 مخطوطات الإنجيل Encyclopedia - أنسكلوبيديا 
        موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history
      بقلم عزت اندراوس
" وقد حذرنا الإنجيل في نبوءة غريبة تحذيراً واضحاً صريحا ليس فيه أى لبس أو
   شبه شك , من قوم تميزوا أنه على جباههم سمة (الزبيبة) ويؤمنون بكتاب له أسماء
   صور حيوانات وحشرات .. ألخ وهؤلاء القوم سيقتلوننا ويذلوننا وسنصير شهداء
   لأننا لن نسجد تجاه قبلتهم الوثنية ولن يكون لنا سمتهم على وجوهنا فليتمجد   أسم ربنا يسوع .. هللويا .. هللويا .. هللويا ."
ملحوظة لم يقول أي إنجيل ذكر هذه النبوءة والواقع المعروف أن المسيحيين لا يقرؤون الكتاب المقدس ويكتفون بما يلقنه لهم أباء الكنيسة وما قاله بكل تأكيد لم يذكر في أي  إنجيل على الإطلاق



ونرى من هذا تحريضاً وتحدياً واضحا ضد المجتمع الذي يعيش الأقباط في ظلهً بدل من إبراز سماحة الدين المسيحي والدعوة للتعاون بين أبناء الوطن الواحد وهذا نذير شؤم. وطالما ظل هذا الهجوم والتشويه مستمر فنحن مضطرون إلى كشف الحقائق - بكل دقة - مستندين إلى علم ووثائق عالمية محترمة لأبنائنا حتى لا يشيع الوهم والإحباط ويتوقف هذا النوع من التحريض.  



ردود المسيحيين في الغرب على حقيقة أن الكتاب المقدس ألفه بشر

تنحصر الإجابات في هذه النماذج ولا تخرج عنها:

(1)             العامة أنصاف المتعلمين في الغرب يقولون لا يهم ما يكشفه البحث العلمي نحن مؤمنين بما جاء إلينا من خلاص وانتهى الأمر.



(2)     القائمون على الكنيسة يقولون:



 (ا) هذه كتابات قام بها بشر لكن بحسن نية غيروا التراث الشفوي بقصد إظهار حلاوته لذا هم ليسوا قوم أشرار ونحن جميعاً نفعل هذا ولا يعني بالضرورة إن الكتابات تختلق الأحداث. ليس هناك لزوم لقراءة الكتب المقدسة حرفياً وكأنها حقائق تاريخية. التراث الشفوي الجماعي يمكن تتبعه وإرجاعه بسهولة إلى عهد المسيح وهذا يكفي.

 (ب) ما الضرر إذا كان الكتاب المقدس يحوي قصص ليست حقيقية ولا تاريخية. هذه قصص عاشت معنا لقرون ونرى أنها أحلى من الواقع وتقوم بواجبها في تهذيب الخلق وحضارتنا تشهد بذلك ولذا هي كتب مقدسة بالنسبة لنا وهذا هو المهم قداسة التراث لا تعتمد علي تاريخها وقدمها ولكن تعتمد على نظرة الناس إليها واستخدامهم لها.

 (ج) الأناجيل كتبها بشر بالفعل ولكن تحت عين الرب وبإلهام الروح القدس ولو شاء الرب لما كتبت.



من هنا نعرف أن ليس كل إنسان بالضرورة في قضية الدين ينفعل ويتفاعل بالحجة وبالحق. ومن ثم الحقائق ليست بالضرورة تعتبر تجريح للإيمان المسيحي فالمطلب الأساسي فيه هو التسليم من البداية بصلب المسيح وبعقيدة التثليث. ومن بني عقيدته على هذا التسليم لا تتوقع أن يهتم أو يضيره معرفة تخالف ما يؤمن وإلا ما فائدة هذا الأيمان المطلق الذي هو سمة المسيحية وفخرها وفيه الخلاص. ثم إن فعل الروح القدس كفيل بأن يكون تفسيراُ لأي عقدة تعتري عقول المتشككين. والدليل على ذلك نقلته حرفياً من هذا الموقع




موقع

(الكنيسة المسيحية القبطية الأرثوذكسية في مصر)

http://st-takla.org/Coptic-church-1_.html

" وهذا الأمر واضحاً جلياً في شخص قداسة البابا شنوده الثالث، خليفة مارمرقس البطريرك الـ117؛ حيث يقول: "الإيمان هو أهم شيء بالنسبة للكنيسة القبطية، ويجب على الآخرين أن يعوا أن المصطلحات وغيرها غير هامة بالنسبة إلينا."





الإيمان في الإسلام يبدأ بالشهادة كحد أدني ثم يتدرج بالتعبد وبالعلم والمعرفة والممارسة والخبرة بالحياة حتى يصبح يقين إيماني درجة عليا مكتسبة بعون الله وليس  مفروض من البداية احتراما لعقل الإنسان ونفسيته وقدرته علي الاستيعاب (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) صدق الله العظيم .

ارجوا فهم منطلق هذا البحث على أنه معلومات أساسية يجب ان يعرفها المسلم فلا يرتبك عندما يواجه وهم غير مبني على حقيقة ولا بد من معرفة أن أهل الكتاب لهم حقوق مدنية لا تمس وليس منها السكوت علي المغالطات التي تنطلق من الكنيسة ورجالها وخاصة عندما تخرج من باب الكنيسة كحقائق تاريخية  وبشكل تحريضي و من واجبن السعي لخلق حالة من التوازن  في المعرفة وتبديد الوهم أساس والتربة الخصبة للفتنة.

وأعتقد أنه من الساذجة أن نطب من الناس أن ينسوا دينهم عندما يتقابلون بل على كل منهم التنافس في إظهار نبل مقاصد الدين في المعاملة مع اختلاف المعتقدات. ليس للدولة دور في التقريب بين الأديان بل واجبها هو الاعتراف بالاختلاف وبحق الجميع في العيش في ظله كواقع يفرض احترام الحق المدني للأخر ولا يستلزم المجاملة بابتلاع الوهم وإلا أختلت الموازين.
المستقبل


د.مصطفى جمال الدين الجباخنجي

زميل كلية الجراحين الملكية

استشاري جراحة العظام


بعض المراجع



Who Wrote the Bible?  Washington Gladden
من كتب الكتاب المقدس ؟ واشنطن جلادين
دائرة المعارف البريطانية 2010
Lost Christianities- Christian Scriptures and the Battles over Authentication Professor Bart Ehrman
سلسلة محاضرات المسيحية المفقودة الأستاذ بيرت إيرمان
The King James Version of the Holy Bible
*الترجمة الانجليزية للكتاب المقدس
حقيقة أم خيال في قصة دافينشي كود  الأستاذ بيرت إي ايرمان
Truth or Fiction in the Da Vinci Code
 Professor Bart d. Ehrman
من المسيح إلى المسيحية - تاريخ الكنيسة في عهدها الأول الأستاذ توماس إي مادن
From Jesus to Christianity – A History of the Early Church Professor. Thomas E. madden

*من كتب الكتاب المقدس فيلم وثائقي
Who wrote The Bible documentary film

*الفيلم الوثائقي: ا لمحظور من الكتاب المقدس قناة التاريخ
Baned From The Bible Documentary Film
(History Channel)